شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
أسماء الله وصفاته
23824 مشاهدة
قول أهل السنة في معنى الاستواء

فالحاصل أن أهل السنة ذكروا أن الاستواء كما أخبر الله تعالى خاص بالعرش، وأنه من أقوى الأدلة التي تدل على إثبات صفة العلو لله تعالى ولهذا ثقلت هذه الآية على المعتزلة حتى ذكروا أن الجهم مرة كان يقرأ عليه بعض تلاميذه، أو بعض من سمعه فيقول: لو أن لي قدرة لحككت هذه الآية من المصاحف؛ وذلك لأنها تهدم أصولهم لصراحتها، الله تعالى ذكر أنه بعد خلق السماوات والأرض، استوى على العرش كما يشاء مع أن العرش مخلوق من مخلوقاته .
قد ذكرنا اختلاف العلماء هل العرش مخلوق قبل القلم؟ والترجيح أن العرش أول المخلوقات فهو قبل القلم،وأن ابن القيم رجح ذلك في النونية في قوله :
والناس مختلفون فـي القلـم الـذي
كتب القضـاء بـه مـن الرحـمن
هل كان قبل العـرش أم هـو بعـده
قولان عنـد أبي العـلا الهمـداني
والحـق أن العــرش قبـل لأنــه
وقت الكتـابـة كـان ذا أركــان
ولقول الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ أي: أن عرشه مخلوق قبل خلق السماوات والأرض. وسئل ابن عباس على أي شيء من ماء؟ فقال: على متن الريح، الله تعالى خلق الماء كما شاء، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ويقدر على أن يثبت الماء كما يشاء؛ وإن لم يكن هناك ما يستقر الماء عليه، ولكن ابن عباس قال: على متن الريح، يعني: على هذا الهواء. ومعلوم أيضا أن العرش محيط بالمخلوقات لا يقدر قدره إلا الله تعالى، فهذا دليل أو نوع من الأدلة التي تثبت أن الله تعالى فوق عباده.